الحوادث- كإجراء هام لمساعدة المواطنين الأقل دخلا والأسر الهشة أعلن رئيس الجمهورية عن رصد مبالغ مالية لتوزع كمساعدات على الفقراء المحتاجين في ظل الوضع الخطير والتخفيف من ما تسببه الإجراءات الوقائية المتخذة لمواجهة وباء "كورونا"، والتي حدت من حركة الناس لتحصيل لقمة العيش بعد الحظر العام وإغلاق الطرقات.
الشعب اعتبر الإعلان عن تلك المساعدات وإنشاء صندوق التآزر خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح ولفتة كريمة من السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في بداية مأموريته. وجاء الإعلان عن تلك المساعدات في ظرف استثنائي وفي بداية الإجراءات الوقائية لمواجهة الوباء، إلا أن الشارع اليوم مصدوم من الغموض وعدم الوضوح والتنفيذ غير الملموس لعملية توزيع تلك المساعدات مما حدا بالمواطنين للتساؤل؛ أين هي مساعدات صندوق "كورونا" أو " التازر" ؟
هناك معطيات فعلا مثيرة للتساؤل، أولاها: أن الإعلان الأول ـ وكلا الإعلانين من الرئيس مباشرة وبشكل واضح ـ كان محددا، أن يتم توزيع مبلغ 5 مليون أوقية قديمة والتكفل ثلاثة أشهر ب 30 ألف أسرة فقيرة من الفئات الضعيفة، والإعلان الثاني، كان صرف ملبغ 22.500 أوقية على 200 ألف آسرة فقيرة ..
لكن المفاجأة هي أن الإعلانين، منذ تم الإعلان عنهما، وإحصاء المستفيدين المفترضين من تلك المساعدات..أنه لم يتم تنفيذ العملية بشكل واضح ولم يستفد منها إلا القليلين حسب بعض المواطنين..
فالعملية الأولى تحولت من تكفل ثلاثة أشهر ب30 ألف أسرة، إلى مجرد توزيع سلات غذائية بقيمة زهيدة على القليل من الناس عبر عناصر عسكرية.
الملفت أن العملية تلك انتهت بصمت كما بدأت، ولم ينشر جرد بالمبالغ ولا بالمستفيدين منها، كما كان متوقعا، باعتباره قرار من رئاسة الجمهورية ويجب توزيعه بشفافية ووضوح وصرامة، وهو أيضا مال عام يجب التحري في صرفه على الوجه الأكمل وبطريقة سليمة ، وهو ما لم يحدث حسب المراقبين، ولم تعرف نتيجة تلك العملية وهل استفادت منها 30 ألف أسرة أم لا .
أما الإعلان الأخير في إطار صندوق التآزر، فهو توزيع مبالغ مالية 22.500 على 200 ألف أسرة، وكما في الأولى، ظل الغموض سيد الموقف..
ولم يعرف هل نفذت العملية بالشكل السليم أم لا؟ وهل استفاد المعنيين آم لا؟
ونتيجة غياب الشفافية ونشر اللوائح وتوضيح الأمور يظل الهاجس الذي يثير في سؤالا مهما لدى المواطن .. أين هي مساعدات صندوق التآزر ؟!