شهدت مدينة نواذيبو، اليوم، حدثًا وطنيًا بارزًا، تمثل في تدشين فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لحزمة من المشاريع الحيوية التي من شأنها تعزيز البنية التحتية وتلبية حاجات السكان الأساسية، في مجالات المياه والاتصال والصيد والتعليم الفني.
وكانت البداية مع مشروع مائي ضخم يهدف إلى تأمين إمدادات المياه لسكان المدينة، من خلال إنشاء أنبوب ناقل بقطر 800 ملم، يربط عشر آبار ارتوازية جديدة بالشبكة العامة. وتبلغ قدرة الضخ اليومية لهذا الأنبوب 30 ألف متر مكعب، قابلة للزيادة إلى 60 ألف متر مكعب عند تشغيل الطاقة، مما يمثل قفزة نوعية مقارنة بالقدرة السابقة التي لم تتجاوز 20 ألف متر مكعب يوميًا. ويأتي هذا المشروع ليعزز جهود الدولة في إنهاء أزمة العطش في نواذيبو بشكل نهائي.
وفي مجال الاتصال والتكنولوجيا، أشرف فخامة الرئيس على تدشين الكابل البحري الدولي الجديد، الذي سيوفر ربطًا رقميًا عالي السعة والجودة، ويعزز من سيادة موريتانيا الرقمية واستقلالها التكنولوجي. ويتيح هذا الكابل انفتاحًا أوسع على الأسواق الدولية، خصوصًا الأمريكية اللاتينية، ويضع حدًا للاعتماد السابق على كابل واحد فقط في ربط البلاد بالعالم الخارجي.
كما شملت التدشينات افتتاح مجمع صناعي لمعالجة وتثمين منتجات الصيد السطحي، يُعد من بين الأكبر على المستوى الوطني، وهو ثمرة شراكة موريتانية عربية، سيسهم في تنمية القطاع الصناعي وخلق فرص عمل جديدة.
وفي خطوة لتعزيز البنية التحتية للموانئ، وضع فخامة الرئيس الحجر الأساس لإعادة تأهيل الرصيف التجاري لميناء نواذيبو المستقل، الذي يعود إنشاؤه إلى ستينيات القرن الماضي، ويُعول عليه كثيرًا في استقبال البواخر الضخمة وتنشيط الحركة الاقتصادية على المستوى الوطني.
واختتم رئيس الجمهورية زيارته بوضع الحجر الأساس لمدرسة التعليم الفني والتكوين المهني في مجال تقنيات الإعلام والاتصال، وهي منشأة تعليمية حديثة تستهدف توفير التكوين النوعي للشباب، مع التركيز على تمكين الفتيات من مواصلة الدراسة داخل المدينة، دون الحاجة للهجرة إلى العاصمة.
تجسد هذه المشاريع التزام الدولة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتحقيق تنمية متوازنة تراعي حاجيات السكان وتؤمن مستقبلًا أكثر استقرارًا وازدهارًا، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، في إطار رؤية وطنية شاملة تضع المواطن في قلب الأولويات.