
نظّمت الحملة الشعبية للتمكين للغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية، صباح اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، ندوة فكرية تحت عنوان: "مسألة اللغة والهوية في المغرب العربي"، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز اللغة العربية والارتقاء بالوعي الثقافي الوطني.
وافتتح الندوة فضيلة الإمام محمد الحبيب أحمد منَّ، العضو المؤسس في الحملة، نيابة عن رئيس الحملة السيد صو آبو دمبا، المتواجد حالياً خارج البلاد، فيما تولى إدارتها العضو المؤسس الشيخ القطب محمد مولود.
وقدّم المفكر المغربي المعروف الدكتور أبو زيد الإدريسي المحاضرة الرئيسية، حيث تناول بإسهاب العلاقة العضوية بين اللغة والهوية، مؤكدًا أن الهوية تُبنى على خمسة عناصر هي: الدين، واللغة، والثقافة النافعة، والتقاليد الإيجابية، والانفتاح المعقلن، مشددًا على أن اللغة تحتل موقعًا متقدمًا ومحوريًا في هذا البناء.
وأشار الدكتور الإدريسي إلى أن النهوض بالتعليم وتحقيق التنمية يرتبط ارتباطًا وثيقًا باعتماد اللغة الأم في التعليم والإدارة، مؤكدًا أن الدول الأكثر تقدمًا في العالم تتبنى لغاتها الوطنية في مختلف مناحي الحياة.
وفي تعقيبه على المحاضرة، ذكّر الأمين العام للحملة الشعبية، السيد محمد الأمين ولد الفاظل، بالنداء الذي أطلقته الحملة سابقًا لتأسيس منظمة دولية تُعنى باللغة العربية، تنضوي تحتها الدول الناطقة كليًا أو جزئيًا بالعربية، مشيرًا إلى أن المبادرة حظيت بتأييد واسع من هيئات فاعلة في هذا المجال، وداعيًا المحاضر إلى تبنيها ودعمها.
وقد شهدت الندوة مداخلات ونقاشات تفاعلية من قبل الحضور، طُرحت خلالها أسئلة متعلقة بالهوية واللغة، أجاب عنها الدكتور الإدريسي بإيجاز، مشيرًا إلى أن بعضها يستحق محاضرات مستقلة نظراً لعمقها وأهميتها.
وتأتي هذه الندوة في سياق سلسلة من الأنشطة التي تنظمها الحملة لتعزيز مكانة اللغة العربية، وتطوير لغاتنا الوطنية، بما يخدم الهوية الثقافية ويعزز الوحدة الوطنية.