في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بعد أكثر من عشرين شهرًا من العدوان الإسرائيلي المتواصل، تتصاعد المطالبات الدولية والعربية بضرورة تحرك عاجل لوقف سياسة الإبادة الجماعية والمجاعة الممنهجة التي يتعرض لها أكثر من مليوني مدني محاصر، في ظل دمار واسع للبنية التحتية وانهيار تام للمنظومة الصحية، واستمرار القصف والحرمان من الماء والغذاء.
وأكد سري القدوة، سفير الإعلام العربي في فلسطين ورئيس تحرير جريدة "الصباح الفلسطينية"، في بيان صحفي، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع بلغت مرحلة حرجة تتطلب تحركًا دوليًا فوريًا، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه ورفع القيود التي تحول دون إدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن أكثر من 59,733 شهيدًا سقطوا منذ بداية العدوان، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة نحو 144,477 آخرين، في وقت لا تزال فيه مئات الجثث تحت الأنقاض والطرقات، بفعل تعذر وصول طواقم الإنقاذ والإسعاف.
واتهم القدوة قوات الاحتلال بإتلاف أكثر من ألف شاحنة محملة بالمواد الإغاثية والطبية والمياه كانت مخصصة لسكان القطاع، واحتُجزت على المعابر منذ شهر مارس الماضي، قبل أن تتعرض للتلف الكامل، معتبرًا أن ذلك يمثل جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وأوامر محكمة العدل الدولية.
وأبرز القدوة، استنادًا إلى تقارير أممية، أن ثلث سكان قطاع غزة لا يأكلون لأيام متتالية، فيما يعاني ثلاثة أرباع السكان من مستويات كارثية من الجوع وسوء التغذية، وسط تحذيرات من تفشي المجاعة خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وانتقد بشدة ما وصفه بـ"الآلية الإسرائيلية غير الأخلاقية" لتوزيع المساعدات، عبر ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى من خلالها إلى تقويض العمل الإنساني واستهداف وكالة الأونروا والمنظمات الدولية، بهدف فرض سيطرة كاملة على تدفق المساعدات بما يخدم أهدافه السياسية والعسكرية.
ودعا القدوة إلى إفشال سياسة التجويع الإسرائيلية وضمان تدفق المواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال إلى داخل القطاع، مطالبًا المجتمع الدولي بـفرض إجراءات عقابية رادعة على الاحتلال، والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة القرارين 2720 و2728 المتعلقين بفتح ممرات