بدأت الأنظار تتجه نحو الداخل الموريتاني مع انطلاق موسم العطل الصيفية، بعد عام من الجهد والعطاء في مختلف قطاعات العمل، حيث يشهد العديد من ولايات الوطن حركية متزايدة وعودة لافتة للأسر لقضاء فترة الراحة والاستجمام في أجواء الكيطنة.
وتأتي هذه الفترة كفرصة للعاملين والموظفين وأسرهم لأخذ قسط من الراحة، بعد عام من الالتزامات المهنية، في مشهد يعكس روح الانتماء الوطني، ويسهم في تعزيز التنمية المحلية، وتوطيد صلة الرحم والتواصل مع الأهل وذوي القربى.
ويعيش الداخل الموريتاني هذه الأيام أجواء مفعمة بالفرح والبهجة، حيث تزدان الواحات والنخيل والسهول، وتتحول المناطق الداخلية إلى وجهات سياحية تستقطب المواطنين لما توفره من راحة، وترفيه، ومأكولات شعبية، وكرم ضيافة أصيل.
وتحظى الكيطنة كذلك باهتمام رسمي، حيث شجّع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على اعتمادها نمطًا للعطلة الوطنية، لما تحمله من دلالات على الارتباط بالأرض، والاحتفاء بالتراث، وتعزيز اللحمة الاجتماعية.
وفي موازاة ذلك، بدأت موجة الأمطار تتساقط على عدة ولايات داخلية، مبشّرة بخريف واعد، يضفي على المشهد مزيدًا من الجمال ويحول الطبيعة إلى لوحات زاهية، تسرّ الناظرين وتمنح العطلة الصيفية بُعدًا بيئيًا وجماليًا إضافيًا.
ومع هذه المعطيات، يجد المواطن نفسه أمام فرصة مثالية للاستجمام داخل الوطن، وسط أجواء آمنة ومناخ طبيعي، يجمع بين الراحة، والتراث، والمتعة، والانتماء، في صورة تعكس نموذج المواطن المخلص لبلاده وتقاليده.