
أثار قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لكنيسة دير اللاتين في مدينة غزة موجة غضب وإدانة واسعة، بعد أن خلّف الهجوم أضرارًا جسيمة في مباني الكنيسة التاريخية، التي تعد من أقدم الكنائس في العالم، وأدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرة آخرين، بينهم راعي الكنيسة الأب غبريال رومانيلي.
وتمثل كنيسة دير اللاتين رمزًا للتعايش التاريخي بين الديانات في غزة، وقد كانت تؤوي مئات النازحين من العائلات الهاربة من جحيم القصف. ويُنظر إلى استهدافها على أنه اعتداء مباشر على المقدسات الدينية، وانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، في سياق سياسة ممنهجة تستهدف دور العبادة ورجال الدين، وتطال مختلف مكونات الشعب الفلسطيني دون تمييز، في محاولة لتدمير الهوية الحضارية للقطاع.
ويُعد هذا الهجوم جزءًا من سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة ضد المدنيين في غزة، والتي كان آخرها قصف كنيسة العائلة المقدسة، التي كانت تضم عشرات العائلات والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، ما يُعد تعديًا صارخًا على كرامة الإنسان، وتجاهلًا تامًا للقيم الإنسانية والشرائع الدولية.
وطالبت جهات كنسية وحقوقية ودولية بضرورة التحرك العاجل لوقف هذا العدوان، داعية المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، إلى اتخاذ موقف حازم لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبته، وإنهاء سياسة الصمت التي باتت تشكل غطاءً لاستمرار الانتهاكات.
وأكدت الجهات ذاتها أن استهداف الكنائس والمساجد يمثل تهديدًا مباشرًا للسلام والأمن الدوليين، ويزيد من حدة الصراعات والكراهية، في وقت ينادي فيه العالم بضرورة تعزيز قيم التسامح والاستقرار.
وحذرت من أن استمرار الجمود الدولي والصمت المريب إزاء هذه الجرائم يشكل تواطؤًا غير مباشر مع سياسات الفصل العنصري، ويشجع الاحتلال على التمادي في عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعت إلى فرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضمان حماية دور العبادة والمراكز الإنسانية، وتوفير الإغاثة العاجلة للنازحين، وإلزام إسرائيل باحترام التزاماتها القانونية بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، وضمان حرمة المقدسات وعدم المساس بها تحت أي ظرف.